21 سبتمبر 2024
السياق العالمي
مع ارتفاع موجة التقنيات الحديثة[1]، كالذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، والعملات الرقمية، وإنترنت الأشياء، وحوسبة الكم، والحوسبة الطرفية، والمركبات ذاتية القيادة، والميتافيرس، وما تفرع عنها، وما ظهر من إمكاناتها وفرصها، ما يتوج ثورة صناعية ويُبشر بأخرى أكثر قدرة على الدمج بين العوالم المادية والبيولوجية والرقمية؛ ويعزز التكامل بين الإنسان والآلة لتطوير أنظمة تفاعلية أكثر تطوراً وذكاءً.
استحوذت هذه التقنيات الهائلة على عقول صناع التقنية ومراكز الأبحاث والابتكار واللاعبين الكبار، الذين يطورون ويجربون ثم يطورون ويجربون ويستمرون في التطوير والتجربة، حتى أحرزوا مكانة توازي مكانة بعض الدول وتعدل دولا أخرى في الفعل والتأثير، ومع تجدد الخدمات والمنتجات غمرت التقنية حياة الناس اليوم في محيطٍ رقمي ضخم بدون اختيار منهم، ولا سابق إنذار، وأصبح القادة والساسة وصناع القرار يخشون من الوقوع في استقطابات تقنية واستثمارية لم يدركوا مآلاتها، وأمسى اللاعبون الكبار يعيدون توزيع خرائط القوة على أساس الشركات العابرة للبيانات والفضاءات السيبرانية.
مع هذا الواقع القائم والمستقبل الممكن، يتحدث الغالبية من القادة عن تأثير هذه الموجة على الوعي الإنساني، ويذهبون بعيداً في الحديث عن إمكان تحول هذه التقنيات من الفرضيات إلى الواقع، ومن السعة في التعامل معها إلى الإكراه الذي يصنعه الواقع المهيمن، ويكاد يكون الجهد منصبا على التوعية والأخلاقيات والحوكمة، بينما يركز صناع التقنية الاهتمام على فرص محاكاة الآلة للغة الطبيعية، وتركيبة الإنسان البيولوجية، وبحوث الدماغ والأعصاب، والفلسفة والإدراكيات، وغيرها من المجالات المتشابكة مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ويطورون القدرة على صناعة بنية تحتية شبيهة بالدماغ البشري وآلياته في التعامل مع المعطيات، وبناء السيناريوهات، وتسريع أداء المهام، وتسهيل اتخاذ القرارات بإمكانات متفوقة على الأداء البشري بمراحل كبيرة.
السيناريوهات المحتملة
بهذا المنجز المادي الضخم لم يعد "الوعي" بعيداً عن التأثر والتأثير، والتساؤل والتفسير، بل أصبح في قلب المعادلة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية؛ حيث إن الثورات الصناعية ونمو التقنيات عبر العصور هو منجز إنساني سخره الإنسان لخدمته وتسهيل حياته، واستخدمه فيما يخدم مصالحه وأغراضه أياً كانت، نافعة أم ضارة، خيرة أم شريرة، عادلة أم ظالمه.
لكن مع البيانات والذكاء الاصطناعي تحديدا يكثر الحديث عن تهديد الآلة اليوم للأخلاقيات والحقوق، وعن انفلات الآلة غداً وتجاوزها للإنسان في مرحلة ما بعد الذكاء الاصطناعي العام، ويراقب الخبراء سيناريوهات محتملة لمرحلة التجاوز هذه، وأثر ذلك على الإنسان والكيانات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وعلى سبيل المثال درس أنطون كورينك[2] ما له علاقة بالأعمال والأجور، حيث وضع ثلاث سيناريوهات لتطور الذكاء الاصطناعي العام وأثر كل سيناريو، وختم بقوله " في ظل الاختلاف الكبير بين الآراء حيال تقدم الذكاء الاصطناعي في المستقبل، لن يكون من الحكمة تعليق جميع آمالنا على سيناريو واحد وصياغة خططنا الاقتصادية على أساسه "[3].
وهذا صاحب كتاب "الإنسان الإله، تاريخ وجيز للمستقبل" يتبنى سيناريو متشائم جدا وسردية سوداء، بعد أن تساءل عن ماذا سيحدث للديموقراطية عندما تمتلك الشركات التقنية كل بياناتنا وتتحكم في اختياراتنا وتفضيلاتنا؟ وما الذي سيحدث لدول الرفاه حينما تُخرجُ الحواسيب البشر من سوق العمل خالقة طبقة ضخمة جديدة عديمة الفائدة؟ وكيف للإسلام أن يتعامل مع الهندسة الجينية ؟ وأسئلة أخرى من هذا النوع[4].
ويبدو أن صناع التقنية سيجبرون القادة والفلاسفة والعلماء على بناء سيناريوهات مشابهة لتحديات كثيرة يفرضها الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة ينجزها، وأهم حقل على الأطلاق هو حقل الوعي الإنساني، إذ أنه الخصيصة التي يراهن البشر اليوم، وحتى هذه اللحظة على استحالة وصول الآلة لها، فالمنجزات الحالية في حقل الذكاء الاصطناعي مرتبطة بالمنطق الرياضي والخوارزميات، ولا زال الوعي والتركيبة الإنسانية النفسية والاجتماعية والروحية عوالم وفضاءات شاسعة للتنقيب الأساسي الأصيل، قبل أن يتحول هذا لنماذج محاكاة تطور بها وتدرب عليها الآلة.
الوعي الرقمي
أسهمت الفلسفة إسهاماً واسع النطاق في دراسة الوعي البشري، وكانت الأساطير والمرويات، والكون والوجود، والنفس والمجتمع، والعقل واللاهوت، والعلم والمعرفة، واللغة والدماغ، هي مادة الاشتغال الفلسفي بحسب أسئلة وإشكالات كل حقبة تاريخية.
لكن العالم اليوم بفلاسفته وعلمائه وقياداته الاجتماعية والسياسية أمام سؤالات وفرضيات وأخلاقيات جديدة، فرضتها الشركات التقنية بأدوات ونماذج الذكاء الاصطناعي.
لم يعد الوعي البشري وحده هو مجال الاشتغال رغم أنه الأساس في نمذجة ومحاكاة الذكاء الاصطناعي، ولم يعد السؤال المركزي متعلق بتفسير ظاهرتي الفهم والإفهام عند الأنسان، بل إن التنافس بين صناع السوق التقني قد نقل التركيز إلى فهم ومحاكاة وتوليد اللغة الطبيعية[5]، وما وراء اللغة من طريقة الإنسان في التفكير والتعبير، والإدراك والإحساس، ومهاراته في الاكتساب والإنتاج، ونقل الاهتمام إلى القيـم والمبـادئ والأسـاليب لتوجيه السـلوك الأخلاقي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونقل الاستشراف المستقبلي إلى ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام "القوي"[6] الذي يمثل الذكاء الواعي للآلة الموازي للمستوى البشري في أداء مختلف المهام، ونقل التكهنات والخيال العلمي إلى ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الخارق والمتفوق على الذكاء البشري.
ومع كل ثورة صناعية كان لجميع الثقافات حضورها التاريخي ولا شك، ولكن لم يهيمن على الجغرافيا ويصنع الحضارة المهيمنة إلا من استطاع أن ينقل ثقافته خارج ظرفه فيستبق الزمان بالاستراتيجيات والمستقبليات والخيال العلمي، ويتجاوز المكان بالثقافة والابتكار، والمنتجات والخدمات، والبيانات والمحتوى.
الوعي التقني ليس محصوراً في الوعي بجديد التقنية، وليس مقتصراً على ضبط وحوكمة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بل هو ذلك وأكثر من ذلك، حيث يمكن تفعيله في مساحة الخيال والابتكار والمستقبل، وإن عجز البعض عن الصناعة فلا أقل من أن يسبق وعيه المصنوعات، حتى يكون على الدوام هي الإنسان الحر المستخلف.
الانعتاق الحضاري
البحث والتطوير في التقنيات الحديثة والبيانات والذكاء الاصطناعي لا يمكن أن ينجز بالطريقة الانفصالية – سواء انفصال العلوم، أو انفصال العلماء - بل لابد من الاتصال والتكامل بين العلوم، والتواصل والتعاون بين العلماء.
والحديث اليوم عن التكامل والعلوم البينية ليس بين العلوم الإنسانية فقط، بل بين العلوم الإنسانية "التقليدية" والعلوم المتعلقة بالآلة، وعلى سبيل المثال في الحقل العربي لم تعد علوم الصرف والاشتقاق والنحو علوما تراثية منفصلة، بل هي اليوم في بؤرة الاهتمام، سواء ما أنجز في الدراسات التراثية أو ما استحدث اليوم في اللسانيات التطبيقية وغيرها، مما استدعى المراكز اللغوية لفتح باب التعاون مع ممكنات التقنية الكبرى، ومنح فرصا للاتصال والتواصل بين الفلاسفة والعلماء مع صناع التقنية وخبرائها، وكذلك الحال في بقية العلوم، فهي إما مصدر سابق للمنجز التقني اليوم، أو مورد للعلوم الحديثة والقطاعات التنموية الحالية والمستقبلية.
بضرورة الاتصال والتواصل، ومبدأ التعارف وقيمة التعاون، يصبح الانعتاق الحضاري المطلق مجرد وهم، والسلامة من الضرر والمغالبة والتنافس مطلب غير واقعي ولاعقلاني، والمناداة بالقطيعة المعرفية أو التاريخية أو الحضارية صوتٌ زائف لن يجلب للبشرية إلا الاحتراب والدمار، وطغيان القوة، وظهور الظلم.
إن الانعتاق الحضاري الحق هو من جور الأنسان على الأنسان، قبل ظهور التقنية وأثناء التفكير فيها وابتكارها، وبعد نموها وتطورها، وفي سبيل استدامتها، وهذا لن يكون إلا بطرف ثالث متعالٍ على المعرفة الزائفة، والمنطق الرديء، والمصلحة الجائرة، التي هي سمات الإنسان المادي البراغماتي، وتحيزات آلته الذكية.
لن يكون الانعتاق من هذه السطوة والسلطة الجائرة إلا بمنطق التعارف القرآني، وبهدى الوحي الإلهي، والوعي الرسالي، الذي يجمع الكمالات البشرية والمقاصد الجامعة والسنن الكونية المهيمنة، وينظُم البشرية في عقد واحد من عهد النبي الأول الذي عُلّم مفاتح اللغة الطبيعية "الأسماء كلها"، إلى عهد النبي الخاتم الذي جاء بسنام الأخلاقيات "رحمةً للعالمين".
المعادلة ليست طرفان، إنسانٌ وآلة، ولا صراع بينهما بدون أي اعتبارات أخرى، بل هي استخلاف لبني آدم، واستعمار للأرض، وتسخير للموارد، وسنن مهيمنة وحاكمة في المجتمعات، وتاريخ ممتد للإنسان، ومغالبة بين أتباع الرسل وشعائر الحق والفطر السليمة ، ومن يقابلهم من أتباع الشيطان وحزبه والهوى والنفس الأمارة بالسوء.
والواقع في الثورات الصناعية السابقة، شبيه بما يحدث اليوم، صعود للبشرية على المستوى الثقافي، ومغالبة بين الأمم، وغلبة ثقافة ما وتحولها إلى حضارة مهيمنة، يكون لها السطوة والسلطة، والعز والتمكين، عقودا من الزمن أو قرونا، وما تلبث أن تصعد ثقافات وحضارات أخرى، فتتبدل موازين القوى، وتتغير المفاهيم، وتنقلب المصالح والولاءات، ويمنح القدر فرصة العلو والظهور لحضارة أخرى، تشاطر الحضارة القائمة أو تشطرها وتهيمن عليها، وهكذا تشارك المجتمعات القوية، ليس في مشاهدة النهايات، بل في رسم ملامح بدايات جديدة، بما تملك من وعي وقيم ودين وثقافة وفن وإبداع ومنجزات ومخترعات وأنظمة وقوانين وأعراف، تتشبع بها حد الثراء، وتعبُر بها الفضاءات والعوالم، حتى تكون قبلة للعلوم والقيم والعقول والأموال.
كانت الهيمنة في الثورة الماضية هي بامتلاك أقصى إمكانات القوة الخشنة، واليوم نشهد مآلات هذه الهيمنة، وبروز مفهوم القوة الناعمة، والتي ربما نشهد توسعها وتجذرها أو انحسارها وتبددها مع بروز هذه التقنيات واستخداماتها في الأطر العقلانية العادلة، أو تسخيرها للإنسان الجائر.
سيبقى الإنسان هو الإنسان، عادل وظالم، ومصلح ومفسد، وستبقى التقنية هي التقنية، لها أيادي بيضاء، لكنها قد تخفي وجهاً أسودا كالحا، واليوم قد تنقذ طفلاً من الإعاقة ب"الذكاص"، وقد تعيق في الوقت نفسه مجتمعاتٍ بأكملها ب"الغباص".[7]
الحضور الملهم
لم تتهيأ لدولةٍ حديثة فرصة الحضور الملهم مثلما تهيأت للمملكة العربية السعودية، وبنظرة عجلى يمكن القول بأن رؤية المملكة ومستهدفاتها ومنجزاته وما طورته أو استحدثته من كيانات وتشريعات، هي أكبر محفز للقيادات وصناع القرار للمشاركة في الحضور الملهم؛ إذ أن السعودية هي حاضنة الحرمين الشريفين، وقبلة اللغة العربية، ومهد حضارات الجزيرة العربية، ومنجم الطاقة العالمية، وإبرة الميزان في الاستثمارات والتحالفات والعلاقات الدولية.
الحكومة السعودية حكومة رقمية شابة، والسعوديون أخلاقيون بالفطرة، والمجتمع السعودي مجتمع معياري لقرابة ملياري مسلم حول العالم، والحراك الذي تشهده المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي حراك متسارع ومتفرد، وهذه إشارة بعض المنجزات المتعلقة بالبينات والذكاء الاصطناعي:
- 2019: تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA).
- 2020: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (NSDAI).
- 2020: تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الأولى.
- 2022: تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية.
- 2024: إطلاق مبادئ الذكاء الاصطناعي التوليدي، للحكومة، وللعموم.
- 2024: إدراج نموذج "علّام" من سدايا ضمن منصة watsonx بشركة IBM كأحد أفضل النماذج التوليدية باللغة العربية بالعالم.
- 2024: تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة.
عادة ما يواجه القادة وصناع القرار تحديات متعلقة باهتمام القيادة السياسية أو البيئة التشريعية أو الكيانات الداعمة، لكننا اليوم في المملكة العربية السعودية نتمتع بقيادة سياسية تدفع بالعجلة التنموية في اتجاه المستقبل والإنسان والتقنية، ونشهد حضور الذكاء الاصطناعي في كل الجامعات السعودية التي أصبحت تمتلك مراكز لأبحاث الذكاء الاصطناعي، ونرى كيانات سعودية كبرى من قطاعات مختلفة تنافس عالمياً في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، مما ييسر لنا المبادرة والمشاركة الفاعلة في الحضور الملهم محليا وإقليمياً وعالمياً.
[1] راجع التقنيات الحديثة المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي، سدايا، 2023.
[2] أستاذ في كلية الاقتصاد وأدارة الأعمال في جامعة فيرجينا. وهو كبير خبراء اقتصاديات الذكاء الاصطناعي في مركز حوكمة الذكاء الاصطناعي، وباحث مشارك في المكتب الوطني لبحوث الاقتصاد، وزميل باحث في مركز بحوث السياسات الاقتصادية.
[3] مجلة التمويل والتنمية، صندوق النقد الدولي، مقال تخطيط السيناريوهات المستقبلية للذكاء العام الاصطناعي، ديسمبر 2023.
[4] الأنسان الإله، تاريخ وجيز للمستقبل، يوفال هراري، ترجمه للعربية: الغيثي والفلاحي، 2021.
[5] اللغة الطبيعية: هي لغة بشرية يمكن التعبير عنها بنص أو كلام أو إشارة. وتوليد اللغة الطبيعية: هو عملية تحويل البيانات المهيكلة إلى لغة طبيعية. ومعالجة اللغة الطبيعية: فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يهتم بفهم أو توليد اللغة البشرية سواٌء كانت على شكل نص أو كلام. وفهم اللغة الطبيعية: مجـال فرعـي مـن معالجـة اللغـات الطبيعية يهتـم ببناء آلات قـادرة علـى فهـم لغة الإنسـان الطبيعية. أنظر، معجم البيانات والذكاء الاصطناعي، سدايا بالتعاون مع مجمع الملك سلمان، 2022
[6] يصنف الذكاء الاصطناعي بحسب قدراته إلى ثلاثة أنواع مختلفة على النحو الآتي:
الذكاء الاصطناعي الضيق (Artificial Narrow Intelligence) وقد يسمى الذكاء الاصطناعي الضعيف وُيطلق على الأنظمة القادرة على تنفيذ مهام محددة وواضحة كالتعرف على الصور ولعب الشطرنج وغيرها.
الذكاء الاصطناعي العام (Artificial General Intelligence) وقد يسمى بالذكاء الاصطناعي القوي وُيطلق على الأنظمة القادرة على أداء مهام متعددة في بيئات مختلفة، والقادرة على التفكير والتحليل والتخطيط بصورة مشابهة للبشر.
الذكاء الاصطناعي الخارق (Artificial Super Intelligence) وهـي الأنظمـة التـي تمتلـك قـدرات تفـوق الـذكاء البشـري، ويمكنهـا أداء المهـام بطريقـة أفضـل مـن الإنسـان المتخصـص. راجع التقنيات الحديثة المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
[7] مصطلحان نحتهما أ.د نجيب الحصادي على حد علمي، "الذكاص" تعني الذكاء الاصطناعي، و"الغباص" تعني الغباء الاصطناعي، راجع محاضرة قسطاس الذكاص (الذكاء الاصطناعي) سيناريوهات واجسة، 10-2-2024.